اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020

نُشر بتاريخ: 29 يوليو، 2020

 

تشير الإحصائيات1 إلى أنّ العمل عن بعد سيعادل، أو يتجاوز، العمل التقليدي بحلول عام 2025. أصبحت الشركات اليوم تدرك فوائد توسيع نطاق التنقيب عن المواهب، وتوظيف كفاءات من خارج مناطق تواجدها. سواء كنت مسؤولًا عن التوظيف عن بعد، أو كنت موظفًا عن بعد، أو تفكر في أن تكون كذلك، فالمقال التالي سيُعطيك فكرة عن أهم اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020. 

اللغة الإنجليزية والمهارات الرقمية ستصبح مطلوبة أكثر

باتت المهارات التقنية والرقمية الأساسية، والإلمام باستخدام الأدوات الرقمية مطلبًا ضروريًا في معظم الوظائف، بما في ذلك الوظائف المكتبية الثابتة، إلا أنّ الحاجة إلى المهارات الرقمية أعلى بكثير في مجال التوظيف عن بُعد.

يتوقع أرباب العمل من الموظفين عن بعد معرفة كيفية استخدام أدوات التواصل، وإدارة سير العمل، والأدوات التي يمكنها تجاوز مشكلة المسافة الجغرافية، وتمكين فرق العمل من تنسيق مشاريعها.

المهارات المطلوبة للتوظيف ستصبح أكثر تخصصًا في 2020، والكثير من تلك المهارات ذات طبيعة رقمية، مثل التسويق الرقمي، وتطوير المواقع، وإدارة الشبكات الاجتماعية.

الإلمام بالمهارات المطلوبة في سوق العمل عن بعد يمنح فرصًا جديدة للأشخاص الذين لا يريدون أو غير القادرين على الانتقال من مناطق سكنهم. كما أنها تعطيهم ميزة تنافسية، وتؤمّن لهم رواتب أعلى.

إذا كنت تتطلع إلى العمل عن بُعد مع شركات من خارج بلدك، فمن الضروري أن تكون قادرًا على التحدث باللغة الإنجليزية، التي أضحت لغة المال والاقتصاد والعلم، ولهذا السبب، فإنّ معظم الشركات الباحثة عن موظفين عن بعد  تشترط أن يُلمّ المُتقدمون لوظائفها باللغة الإنجليزية.

لم تعد المهارات الرقمية الأساسية، مثل فتح البريد الإلكتروني، والتحرير على الوورد، كافية في سوق العمل عن بعد، فقد أصبح المشرفون على التوظيف عن بعد يشترطون معرفة أكثر تقدمًا، وإلمامًا أكبر بالمهارات الرقمية.

إن أردت مسايرة اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020، فعليك تحسين مستواك في اللغة الإنجليزية، وتطوير مهاراتك الرقمية، والإلمام بأدوات التواصل وإدارة المشاريع الحديثة.

معالجة الوحدة والمشكلات الناجمة عن العمل عن بعد ستصبح ذات أولوية

21 ٪ من الموظفين عن بعد يقولون إنّ “الشعور بالوحدة” هو المشكلة الرئيسية التي تواجههم3. قد يشعر الموظفون عن بعد بالعزلة والوحدة، وهذا قد يؤثر على إنتاجيتهم وصحتهم العقلية، وإحساسهم بالإنتماء للشركات التي توظفهم.

نظرًا لأنّ الموظفين الذين يشعرون بالانتماء إلى الشركات التي يعملون فيها يكونون أكثر إنتاجية، ويستمرون لفترة أطول مع الشركة، فإنّ الشركات أصبحت تولي مزيدًا من الاهتمام لفك العزلة عن موظفيها البعيدين، وخلق شعور بالانتماء إلى الشركة أو فريق العمل.

أحد اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020 سيتمثل في تركيز الشركات بشكل أكبر على معالجة مشكلة الوحدة لدى موظفيها الذين يعملون عن بعد، وتعزيز حس الإنتماء لديهم، سواء عبر:

  • عقد اجتماعات دورية يحضرها الموظفون بشكل شخصي إن كان ذلك ممكنًا.
  • عقد لقاءات بالفيديو، عبر السكايب مثلا، كل أسبوع.
  • تنظيم برامج تدريبية يحضرها الموظفون، وتكون فرصة للتلاقي والتعارف والترابط.

ستركز الشركات في 2020 على مساعدة الموظفين عن بعد على الشعور بالإنتماء، والتخفيف من الإحساس بالوحدة، والتواصل مع أعضاء الفريق كما لو كانوا يعملون في المكتب.

الأمن السيبيراني سيصبح أكثر أهمية

هذا العام، وقعت الكثير من الشركات الكبرى فريسة لهجمات سيبرانية، كما أبلغ بعض عمالقة الإنترنت (مثل فيسبوك) عن اختراقات هائلة لبياناتها.

الأمن السيبراني هو أحد الانشغالات الكبرى في مجال التوظيف عن بعض، لأنّ الموظفين عن بعد عادة ما يعملون من منازلهم، وبالتالي لا يتمتعون بالحماية التي توفرها الأقسام التقنية التي تحمي المعلومات الحيوية للشركة الموجودة على حواسيب الموظفين.

تولي الشركات الكبرى اهتمامًا كبيرًا لهذا الأمر، ولديها سياسات أمنية فعالة للموظفين عن بعد، وذلك على خلاف الشركات المتوسطة والصغيرة، التي قد لا تولي لهذا الجانب الاهتمام الكافي. تبيّن بعض الاستطلاعات4 أنّ 38٪ من الموظفين عن بعد الذين تستخدمهم الشركات الصغيرة والمتوسطة لا يتمتعون بالدعم التقني أو الخبرة التي يحتاجونها عند العمل من منازلهم، أو من الفضاءات العامة. وهذا أمر مقلق، خصوصًا أنّ 72٪ من الاختراقات تحدث للشركات التي يقل عدد موظفيها عن 100 موظّف5.

أحد اتجاهات التوظيف عن بعد في عام 2020، والتي يتعيّن على الشركات الصغيرة والمتوسطة مواكبتها، هي البحث عن حلول لمسألة الأمن السيبراني. وقد تكون أحسن بداية هي تطوير سياسات أمنية موحدة لكل من الموظفين العاديين والموظفين عن بعد؛ ومنع الوصول إلى البيانات الحساسة من شبكات Wi-Fi العامة، واستخدام أدوات الأمن من الجيل الجديد، وخاصة تلك التي تعمل بتقنية سلاسل الكتل (blockchain).

المشرفون على التوظيف عن بعد سيركزون أكثر على مشاكل الثقة

كشفت دراسة استقصائية6 أنّ أقل من نصف المهنيين على مستوى العالم يثقون في صاحب العمل، أو الرئيس، أو الزملاء. وفي حين أنّ الدراسة الاستقصائية لم تشمل إلا الموظفين العاديين، فبإمكاننا أن نخمّن أنّ الأمر سيكون أسوأ في مجال التوظيف عن بعد. فعامل الثقة يصبح أكثر تعقيدًا في مجال العمل عن بُعد.

أشار الاستطلاع نفسه إلى أنّ التعويضات غير العادلة للموظفين، وعدم تكافؤ الفرص في الأجر والترقيات، والافتقار إلى حس القيادة، والعمل في بيئة عمل لا تشجع على التعاون، هي الأسباب الرئيسية لانخفاض معدلات الثقة.

ترسيخ الشفافية والتعاون بين الموظفين عن بعد، والتركيز على مشاكل الثقة ستكون من أهم اتجاهات التوظيف عن بعد في عام 2020.

التعديلات التشريعية قد تؤدي إلى المزيد من فرص التوظيف عن بعد

أحد اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020 هو تطوير الترسانة القانونية المنظمة للعمل عن بعد. حتى وقت قريب، كان التوظيف عن بعد قطاعًا غير منظم، فلم تكن تحكمه قوانين واضحة، وكانت العلاقة بين صاحب العمل والموظف عن بعد غامضة، وغير مؤطرة بلوائح وقوانين واضحة. لكن مع انتشار العمل عن بعد على مستوى العالم، وكذلك في العالم العربي، بدأت الحكومات والمؤسسات التشريعية بإصدار قوانين ومدونات تنظم هذا القطاع.

في السعودية مثلُا، تم إطلاق “برنامج العمل عن بعد“، وهو أحد المبادرات الوطنية المهمة التي أطلقتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بهدف تجسير الفجوة بين أصحاب الأعمال والباحثين عنها، الذين تحول عدة عوائق بينهم وبين حصولهم على فرص العمل المناسبة. ينظم هذا البرنامج العديد من جوانب العمل عن بعد، مثل:

  • المكان أو الأماكن التي يمكن تأدية العمل فيها
  • المهام الوظيفية والوصف الوظيفي
  • عدد ساعات العمل
  • أوقات بدء العمل وانتهائه
  • مقدار الأجر وكافة الحقوق والبدلات

كما تعمل الإمارات أيضًا على تنظيم قطاع العمل عن بعد، عبر تحديد حقوق وواجبات أصحاب العمل والموظفين عن بعد.

اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020 ستتأثر كثيرًا بقوانين العمل الجديدة التي تُسنُّ في كل مكان، ولابد للشركات، والعاملين عن بعد أن يطلعوا على تلك القوانين ليعرفوا ما لهم وما عليهم.

ازدياد الحاجة إلى التدريب

أصبح أرباب العمل يدركون أنّ الافتقار إلى فرص التعلم والتدريب يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية. من اتجاهات التوظيف عن بعد التي سنراها هذا العام هي لجوء الشركات والمشرفين على التوظيف عن بعد إلى تصميم برامج للتعليم المصغر (Micro-learning)، والتعلم الذاتي، لأنّ أصحاب العمل أصبحوا يدركون فوائد تطوير فرق العمل عن بعد على الأداء والإنتاجية.

احتداد المنافسة

من اتجاهات التوظيف عن بعد المتوقعة في 2020، هو أنّ المزيد من الأشخاص سيرغبون في دخول مجال العمل عن بُعد، وكثير من الذين يعملون عن بعد حاليًا لا يفكرون في العودة إلى العمل في المكاتب المملة، لذلك فإنّ الطلب على العمل عن بعد سيزداد، والمنافسة ستصبح أكثر شراسة.

الأكثر من هذا أنّ الجيل Z سيجعل تلك المنافسة أشد. فالخبراء يتوقعون أن يستحوذ الجيل Z على 36٪ من سوق العمل7 على مستوى العالم بحلول عام 2020.

الجيل Z، وهم الأشخاص الذين وُلدوا في الفترة بين منتصف التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من القرن العشرين، نشؤوا على الإنترنت؛ فهم مواطنون رقميون، يجيدون استخدام جميع أدوات العمل عن بعد، والتكنولوجيا التي قد لا تجيدها الأجيال السابقة.

لا يريد الجيل Z أن يعملوا في وظائف مرنة من حيث ساعات العمل وحسب، بل يريدون أن ينفصلوا عن الحدود والعوائق اليومية، ويصبحوا رُحّلا يجوبون العالم بحواسيبهم، ويعملون من أي مكان.

ستتأثر اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020، فالمزيد من الأشخاص سيبحثون ويتقدمون للوظائف عن بعد. لذلك عليك أن تستعد لهذا، وتتجهز، وأفضل جَهاز، هو المهارات الرقمية، وتعلم الانجليزية، والتعلم المستمر.

الشركات ستولي اهتمامًا أكبر للتوازن بين العمل والحياة الشخصية

يتمثل أحد اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020 في إيلاء المشرفين على التوظيف عن بعد اهتمامًا أكبر للتوازن بين العمل والحياة الشخصية للموظفين عن بعد.

يفهم بعض أصحاب العمل، العمل عن بعد بشكل خاطئ، فلمجرد أنّ الموظف يعمل من بيته، أو من أي مكان خارج مقر العمل، لا يعني أنه سيكون متفرغا على الدوام، ينبغي أن يراعي أصحاب العمل أنّ لموظفيهم العاملين عن بعد حياة شخصية، وأنّ لهم أسرًا والتزامات شخصية، لذلك من الأفضل ألا يحاولوا التواصل معهم في الأوقات الخاصة، مثل أوقات النوم، أو الغداء، أو الأعياد. ومن الجيد أن يعطوا لموظفيهم يوم عطلة في الأسبوع، أو بعد كل مشروع.

من جهة أخرى، يواجه الكثير من الموظفين عن بعد مشكلة في الفصل بين حياتهم الشخصية والمهنية، وهذا طبيعي، فعلى العكس من الوظائف المكتبية العادية، حيث يغادر الموظف منزله ويتجه إلى مقر العمل، معظم الموظفين عن بعد يعملون من منازلهم، محاطين بأسرهم وأطفالهم. لذلك يجد الكثيرون منهم صعوبة في فصل العمل عن الحياة الشخصية، وهذا قد تكون له تداعيات سلبية على إنتاجيتهم.

الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية سيكون أحد الانشغالات التي ستؤثر على اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020، سواء لدى أصحاب العمل، أو لدى الموظفين

المدن الصغيرة والمناطق القروية ستنتعش

غالبًا ما تفقد المدن الصغيرة والمناطق الريفية مواهبها وكفاءاتها البشرية لصالح المدن الكبيرة المجاورة لها. وهذا يتسبب في إضعاف اقتصاداتها.

اتجاهات التوظيف عن بعد تدفع في اتجاه تنشيط اقتصادات المناطق القروية والمدن الصغيرة. مزيد من الشباب سيبقون في المدن الصغيرة والمناطق القروية، بسبب انخفاض تكلفة المعيشة هناك، وإمكانية العمل عن بعد، وهذا سيؤدي على المدى البعيد إلى تحويل التركيبة السكانية لتلك المناطق.

سيسمح العمل عن بعد للمقيمين في تلك المناطق الحصول على دخل لا يعتمد على اقتصاداتهم المحلية، وسيكون بمقدورهم تنشيط الحركة التجارية، وضخ الأموال في الاقتصاد المحلي، وهذا سيعود بالنفع على تلك المناطق.

العمل عن بعد يتيح للأشخاص الانتقال إلى خارج المدينة، وهو أمر قد يكون ممتازًا للآباء الذين يتطلعون إلى تربية أطفالهم في مناطق هادئة.

اتجاهات التوظيف عن بعد تبشر بفك العزلة عن كثير من المناطق القروية، وتمنح للشباب القاطنين فيها فرصة العمل والحصول على دخل محترم، وهو أمر مفيد جدا، خصوصًا في العالم العربي الذي تصل نسبة السكان القرويين فيه إلى النصف تقريبًا.

ستظهر فضاءات جديدة خاصة بالعمل عن بعد

اتجاهات التوظيف عن بعد المتوقعة ستخلق حاجة لإنشاء أماكن خاصة بالموظفين عن بعد الذي يفضلون ألا يعملوا من منازلهم، لذلك فكثير من الأماكن التجارية العامة ستحاول سد هذا الخصاص، لذا سنرى في 2020 المزيد من الأماكن العامة والمقاهي المحلية التي توفر خدمة الواي فاي المجانية، وكذلك فنادق مخصصة للموظفين عن بعد.

الرسم البياني التالي يبيّن أهم الأماكن التي يعمل فيها الموظفون عن بعد:

ستظهر أدوات وتقنيات جديدة لتسهيل العمل عن بعد

صحيح أنّ هناك الكثير من أدوات تحسين الإنتاجية وإدارة المشاريع والتواصل، مثل Google Suite و Slack و Asana Skype و Trello وغيرها، والتي تستخدم بالفعل من قِبل أصحاب العمل والموظفين عن بُعد، إلا أنّ هناك حاجة واضحة لجيل جديد من الأدوات التي يمكن أن توفر دعمًا أفضل للموظفين وأصحاب العمل، وتوفر وظائف إضافية مناسبة للعاملين عن بعد؛ مثل Loom، وهي أداة لمشاركة الفيديوهات بسهولة، و timely للجدولة الزمنية، و Pukkateam  لأجل التواصل عبر غرف الفيديو.

هذه بعض الأدوات المستخدمة من قبل الموظفين عن بعد وأصحاب العمل:

بالإضافة إلى أدوات الإنتاجية والتنسيق وإدارة الوقت والعمل، يتطلب العمل عن بعد تدابير أمنية إضافية، ويجب على الشركات اعتماد إجراءات وقائية إضافية لحماية البيانات التي يعمل عليها الموظفون البعيدون، مثل استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs) عند الاتصال بشبكة الإنترنت، واستخدام أدوات إدارة كلمات المرور.

في 2020، والسنوات التي تليها، ستظهر الكثير من الأدوات التي سترسم اتجاهات التوظيف عن بعد، وتجعل حياة الموظفين وأصحاب العمل أسهل، وتحل الكثير من مشاكل العمل عن بعد.

العمل عن بعد سيصبح هو التقاعد الحديث

رواتب التقاعد في العالم العربي في كثير من الحالات غير كافية، خصوصًا في البلدان غير النفطية، والكثير من المتقاعدين العرب لا تكفيهم مدخراتهم، لهذا فإنّ كثيرين منهم يفضلون تأخير التقاعد، والاستمرار في العمل.

المشكلة هي أنّ المسنّين أقل قدرة على العمل بدوام كامل، والتنقل يوميًا إلى مقرات العمل، لذلك فإنّ العمل عن بعد قد يكون الخيار المثالي لكثير منهم.

يوفر العمل عن بُعد للمتقاعدين المرونة في أوقات العمل، ويُعفيهم من التنقل اليومي. الكثير من الشركات ستحب أن تستفيد منهم، خصوصًا في المجالات التي تحتاج إلى خبرات معمقة. المشكلة  قد تكون في أنّ معرفة الكثير منهم بالتقنيات الحديثة محدودة، لذلك قد يحتاجون إلى بعض التدريب ليكونوا جاهزين لسوق العمل عن بعد.

اتجاهات التوظيف عن بعد في 2020 ستكون مدفوعة بحاجة الشركات وأصحاب المشاريع إلى توظيف أفضل الكفاءات دون التقيد بالحدود الجغرافية. إذا كنت تفكر في العمل عن بُعد، فسنة 2020 قد تكون أفضل بداية لك.

المصدر: موقع بعيد

 

شارك المقال

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp